كلمة أ.د. أحمد عشوش:

" تعلمـوا العلم ، فإن تعلمه لله خشية ، وطلبة عبادة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقه ، وبذله لأهله قربه ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والمصبر على السراء والضراء ، والوزير عند الخلاء ، والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواماً ، فيجعلهم في الخير قاده سادة هداه ، يقتدي بهم ، وتقتفي آثارهم ، وترمق أفعالهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتـها تمسحهم ". صدقت يا رسول الله.

الســادة الكــــرام:
سلام من الله عليكم، ورحمة منه وبركاته
تعاظم اهتمام الدولة بالتعليم، بحسبانه الركيزة الأساسية ، والدعامة الجوهرية في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، حيث تنعقد عليه الآمال وتتعلق به الأحلام، فلا مناص لنهوض ورقي دولة، دون تعليم جاد ومتميز. ويشارك التعليم العالي الخاص، شقيقه التعليم الحكومي في مسيرته، ويعمل في عباءته وتحت مظلته، ويرفع عن كاهل الدولة عبء تعليم قرابة 40% من الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها. فلا غرو، أن يحظى بجل اهتمام الدولة، وتفرد له جلسات خاصة في كافة مؤتمراتها القومية لتطوير منظومة التعليم.

وإدراكاً منا لما تقدم، وترتيباً عليه، قام لفيف من أساتذة الجامعات المصرية وعمدائها، بإنشاء جمعية أكاديمية الفراعنة للعلوم والثقافة عام 1996، والتي يتبعها معهدان: 1- معهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق، الذي أنشئ بمقتضي القرار الوزاري رقم 736 بتاريخ 3/6/2000. 2- معهد الفراعنة العالي للحاسب الآلي ونظم المعلومات والإدارة، الذي أنشئ بمقتضي القرار الوزاري رقم 711 بتاريخ 26/5/2001 وقد حظى المعهدان بمعادلة كافة درجات البكالوريوس التي يمنحهما بدرجات البكالوريوس التي تمنحها الجامعات المصرية , وذلك بموجب القرارات الوزارية من المجلس الاعلى للجامعات : رقم 177 بتاريخ 26/6/2013 "للسياحة" , رقم 258 وتاريخ 13/10/2013 "لنظم المعلومات الادارية وإدارة الأعمال".

وينفرد المعهدان بإقامتهما على مساحة أرض تبلغ 39500 متراً مربعاً، وقد أتاحت لهما هذه المساحة الهائلة ، إقامة عشرة مباني بمساحة إجمالية قدرها 20476 متراً وكذا ملاعب كرة قدم ويد ، على مساحة 3654 متراً، وصالة للجيمنزيوم. وقد خصص أحد هذه المباني لمحاكيات السياحة ، وضم محاكيات فندق تعليمي بمكتبه الأمامي وغرفه وأجنحته ، ومطعمه المغلق والمفتوح ومطبخه ومغسلته ، وكذا شركة سياحة ، ومتحف ومكتبة وعيادة. كما شغلت معامل للكومبيوتر واللغات بطاقة 320 جهاز كمبيوتر ,أحد المباني الأخرى، التي تضم كذلك قاعتي عاليتا التجهيز مكيفتي تضمان وسائل تعليمية الكترونية حديثة مخصصتان للمؤتمرات والندوات وعرض الافلام ,C.D, ومناقشة ابحاث التخرج، وهناك قاعة اخرى للأنشطة الطلابية والتليفزيون.

ولأهمية دور العبادة في تعميق الإيمان وتقويم النفس وضبط السلوك، أنشأت الأكاديمية مسجداً مستقلاً للطلبة والطالبات، كما وقفت مبني للخدمات. أما باقي المباني، فقد أعدت للمدرجات والقاعات، والتي تبلغ ثلاثة وعشرون مدرجاً وسبع قاعات (تسعة مدرجات وسبع قاعات للسياحة، وأربعة عشر مدرجاً للحاسب الآلي)، فضلاً عن قاعات معامل الكومبيوتر واللغات والأنشطة.

أما المكتبتان، فتضمان ما يربو على تسعة آلاف وثمانمائة كتاباً، تتعلق بقرابة ستة آلاف وسبعمائة عنوانا ، خلافاً للدوريات المتخصصة والمجلات العلمية والقواميس. ويقوم بأمانة المكتبتان موظفون من حملة ليسانس الآداب قسم مكتبات، وتتبع أحدث النظم في التبويب والتصنيف ونظام الفهرسة، وتتم بالكمبيوتر ونظام الكروت. وتحتوى المكتبتان على خدمة الإنترنت فائق السرعة وأجهزة كومبيوتر للإطلاع على الإنترنت ولعرض أفلام تعليمية فى مجالات متعددة.

أما الخدمات الطلابية ، من شئون الطلاب ، ورعاية الشباب ، وشئون هيئة التدريس ، والشئون المالية والإدارية ، فينهض بها موظفون كثر ، وتتم كلها من خلال برامج وشبكات للكومبيوتر.

وتحفل الرحلات التعليمية والترفيهية للمعاهد باهتمام بالغ، حيث تنظم رحلة سنوية للأقصر وأسوان، ورحلات أخرى لشتى المناطق السياحية والأثرية والترفيهية.

وإذا كان هذا مسعانا الدائم والدؤوب نحو التطوير والتجديد ، فيحضرنا قول العماد الأصفهاني : "... أني رأيت ، لا يكتب إنساناً كتاباً في يومه ، إلا قال في غده ، لو غير هذا لكان أحسن ، ولو زيد لكان يستحسن ، ولو قدم هذا لكان أفضل ، ولو ترك هذا لكان أجمل ، وهذا من أعظم العبر ، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر...". قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: الأحقاف - الأية: 13] وأختــم بمـا بـدأت.. سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته.